استراتيجية التحضير للبكالوريا
لمحة تاريخية :
أدرجت البكالوريا كامتحان رسمي أول مرة في فرنسا سنة 1808م في عهد الإمبراطور نابليون بونابرت ، حاز عليها 32 طالب فقط ، قسمت الباكالوريا سنة 1874 إلى جزأين يؤدي الطلبة الجزء الأول منها في نهاية السنة الثانية ثانوي .
والجزء الثاني في نهاية السنة الثالثة ثم الغي التقسيم سنة 1965 .
تعريف شهادة البكالوريا :
هي إمتحان وطني يأتي في نهاية المرحلة الثانوية ، يحتل المرتبة الثانية في سلم الشهادات الوطنية بعد شهادة التعليم الأساسي في قاعدة هرم الامتحانات .
وهي عمليا مجرد إمتحان عادي (مجموعة إختبارات في المواد المدروسة) يتم فقط في ظروف غير عادية ، ويكتسي أهمية بالغة في الحياة الدراسية لطلاب الثانويات .
لأنه تتويج للمرحلة الثانوية والنجاح فيه ضمان لتأشيرة المرور نحو المرحلة الجامعية وهذا النجاح قابل للتحقيق لكنه مرهون بمستوى وفعالية التنظيم والإستعداد الجدي وهو أمر يسير إذا توفرت الإرادة والرغبة في العمل والتحضير وفي هذا الصدد يجب على كل طالب إن يطرح على نفسه الأسئلة التالية :
لماذا أدرس ؟ ماذا أدرس ؟ كيف أحضر دروسي ؟ أين أحضر دروسي ؟ متى أحضرها ؟ من جهتي سأحاول أن أقدم إجابات على هذه الأسئلة : إنطلاقا من تجربتي في مهنة التعليم وخاصة من خلال آراء وملاحظات تلاميذي وزملائي الأساتذة وأنا لا أزعم مسبقا أنني أملك كل الإجابات أو إن بحوزتي إجابات سحرية كافية وشافية ، كل ما في الأمر هو أنني سأطرح منهجية عملية وعلمية مرنة قابلة للتعديل والتغيير حسب ظروف كل طالب واستعداداته وهي نابعة من تجربة ومعاينة ذاتية .
الإستعداد المعرفي :
1- فهم وإدراك الإطار العام للبرامج ومحاورها والترابط الموجود فيما بينها مثلا نتائج الحرب ع1 وأسباب الحرب ع2 وكذا العلاقة بين أدب عصر الإنحطاط وأدب عصر النهضة وحساب المثلثات والأعداد المركبة وقواعد اللغات ......
2- تحديد مواطن الضعف في المواد والعمل من أجل تجاوز ذلك الضعف .
3- عدم سقوط في لعبة تفضيل أو تبجيل مادة على غيرها فلكل مادة حقها من التحضير .
4- الإعتماد على النفس في التحضير مهم جدا لكن إيجاد صيغ للتعاون والتحضير الجماعي تساعد على الإسترجاع والتصحيح والترسيخ(تعليم الآخرين يعلمك)
5- إدراك أن ما ستمتحن فيه هو المقرر الدراسي لكن حسن الإطلاع قد ينقذك في كثير من الحالات في الإستشهاد أو التعليق والتحليل .
6- إستعباد لعبة الحظ في اختيار الأسئلة أو الإعتماد على الحدس في التحضير للإمتحان والتأكد من أنماط الأسئلة وفهم " مفاتيحها " بعد قراءتها بتمعن
7- الإستعداد والمراجعة للإمتحان يتطلب وضع جدول منظم يحترم بصرامة على أن يأخذ بعين الإعتبار مايلي :
* تصنيف المواد إلى خفيفة وثقيلة كأن تراجع الفلسفة ثم الأنجليزية وليس الرياضيات والأدب ثم الجفرافيا وليس التاريخ ....
* مواطن القوة والضعف في المواد مثلا الضعف في اللغات يتطلب تخصيص وقت أطول لمراجعتها وجدية أكثر لتحضيرها .
* المصالح الشخصية والعائلية ، لنفسك ولأهلك عليك حقوق برمجها في جدولك ونفذها حتى تفي بالتزاماتك وتتفرغ للمراجعة والتحضير .
* اختيار الوقت المناسب للمراجعة والتحضير : الصباح الباكر – الليل ...
* اختيار المكان المناسب بعيدا عن الضجيج-النوافذ-التلفاز-الفراش-مداخل الغرف-الشرفات-الشارع...
*المراجعة تكون بالورقة والقلم وليس بالقراءة فقط .
* المراجعة إلى وقت متأخر جدا عديمة الجدوى ( عدم تخطي عتبة الإستيعاب )
* توخي الحذر في إستخدام الكتب التجارية إستشر أساتذتك .
* تحديد أوقات للراحة وإحترامها بصرامة كذلك على أن تبقى الإستثناء وليس القاعدة حتى تحقق الهدف منها .
8- الخط الواضح والمقروء يسهل مهمة المصحح ويضمن لك حقك .
9- الربط بين النظري والتطبيقي يساعد على ترسيخ المعلومات فالصورة تخزن بشكل أسرع وأيسر من النصوص المكتوبة .
10- إيجاد صيغ خاصة لربط العلاقات وتذكر المعلومات التي يصعب تخزينها في الذاكرة (تواريخ – رموز – مركبات ... )
الإستعداد النفسي :
1- الإيمان والإقتناع بأن الإمتحان أمر طبيعي في الحياة بشكل عام وهو في الدراسة مجرد عملية تقييم لمدى التحصيل .
2- تأكد أن الخوف أو الإرتباك عامة وفي الإمتحان خاصة شعور إنساني بالنسبة للجميع ، فالمسألة لا تتعدى الدقائق الأولى أو الاختبار الأول على أقصى تقدير (الهرمونات والإفرازات )
3- التحضير والعمل الجيد في الإختبار الأول هو عربون أو بشرى بالنجاح وان حصل العكس فليكن حافز لتدارك الموقف .
4- ضع مشاكلك وانشغالاتك الشخصية (الغير دراسية) على رفوف الإنتظار فالامتحان هو أول الأوليات .
5- حاول إستحضار أجواء القسم وتدخلات أساتذتك وزملائك فهي تساعدك على تذكر بعض المعارف والمعلومات .
6- تفادي كل أشكال الصدامات والنزاعات مع الأهل والأصدقاء فهي تعكر المزاج وتقلل من القدرة على التركيز والإستعاب .
7- التقرب من كل الأطراف (أصدقاء ، أساتذة ، أقارب ، معارف ...) التي بمقدورها أن تقدم لك المساعدة والسند المعنوي وبالمقابل تقليص كل العلاقات التي تبعدك عن أجواء النشاط والعمل .
8- عقد صفقة محبة وانسجام وتفهم مع أفراد العائلة حتى تهيئ لنفسك الأجواء الملائمة للعمل والتحضير .
9- تجنب الجدال والنقاش مع زملائك حول مواقع الخطأ والصواب في الأسئلة مباشرة قبيل أو بعد الإمتحان لأن ذلك يشوش الذهن ويقلص من الطاقة النفسية اللازمة للاسترسال في الإختبارات اللاحقة ، اجمع مسوداتك وراجعها بعد نهاية كل الإختبارات .
10- اعلم في الأخير، صحيح أن البكالوريا هي الهدف الأول في ختام المرحلة الثانوية والفوز بها تتويج مرغوب ومطلوب ، لكنها في أخر المطاف هي فقط مفتاح من أهم المفاتيح – ليس الوحيد – لطرق أبواب المستقبل .
الإستعداد البيولوجي :
الجسم هو السند الأساسي للعقل والنفس فالاعتناء به دائما وأثناء الامتحان أمر في غاية الأهمية "الصحة هي الصح !"
1- إجتناب الإجهاد المكثف أثناء المراجعة فالجسم المتعب يعطل عملية التحصيل .
2- خذ نصيبك من النوم ليلا دون مبالغة طبعا فهو ضرورة حيوية لتجديد طاقة الجسم .
3- تفادي الجلوس الغير مريح ، الغير مسند ، لأنه يعيق التركيز فيتحايل عليك الجسم ويجرك نحو الراحة والإسترخاء .
4- ممارسة الرياضة البدنية ضرورية للمحافظة على إتزان الجسم و إنشراح النفس وصفاء العقل .
5- العيون أدوات حساسة يحتاجها العقل " البصر يضيئ البصيرة" فحافظ عليها بالإنارة المناسبة (> 75 واط ) و اجتناب الأشعة الضارة .
6- الضغط على القلم أثناء الكتابة يرهق عضلات اليد فيمتد الإرهاق إلى الأعصاب وبالتالي تفقد القدرة على التركيز و الاستمرار في عملك .
7- تجنب تعاطي المهدئات والمنشطات دون إستشارة طبية لأن مركبات الأدوية لها آثار جانبية خطيرة ويؤدي الإدمان عليها إلى الإخلال بنظام التوازن الطبيعي للجسم .
8- يستحسن إعادة النظر في بعض العادات الإستهلاكية كتناول المنبهات والتوابل ... للحفاظ على الجسم عامة والمعدة خاصة (بيت الداء) لأن أي خلل في الجهاز الهضمي له الكثير من الإنعكاسات السلبية على الإستعدادات النفسية والعقلية .
9- عدم الإفراط في تناول السكريات والدهون والأملاح لصيانة التوازن الجسماني فكلما زاد الشئ عن حده انقلب إلى ضده .