لإشراف التربوي واقع وآفاق (1) -/03/05/2011
عماري جمال الدين /سدراته/ سوق اهراس/ الجزائر
* تقديم:
بناء علىالنقاش التربوي الجاد والمثمر، الذي يبادر به بعض زملائنا المربين وهم مشكورون على ذلك، ومن خلال السؤال الأخير المطروح في ساحة النقاش بأحد المواقع الجادة (منهل الثقافة التربوية) وقد كانت صياغة السؤال كالتالي:" هل يحق للمشرف التربوي المتخصص، زيارة المعلمين في غير تخصصه، زيارة صفية؟ وقد ساهمت بإجابة مقتضبة، ولتعميم الفائدة ارتأيت أن أجلي قيمة وأهمية دور المشرف في ترشيد الساحة التربوية التعليمية، وعلى أنه رجل مربي صاحب قضية، دوره تنويري بنائي، وليس كما يتصوره البعض وللأسف من إخواننا المعلمين أنه مجرد متسلط، متعسف في استعمال السلطة والمسؤولية،متتبع للعثرات ليس إلا.
* مقدمة عن أهمية الإشراف التربوي:
إن كفاءة العملية التعليمية التعلمية رهن بجودة وكفاءة الإشراف التربوي، فهومحور رئيس في تحقيق النوعية المطلوبة، وأهم حلقة في سلسلة تنظيم التعليم، وأهم أداة لتطوير البيئة التعليمية. بحيث يقع على عاتقه واجب السهر على تنفيذ السياسة التعليمية، وترشيد العاملين بصفة عامة، والمنفذين للمناهج بصفة خاصة (المعلمون)، وذلك بمرافقتهم ومد يد المساعدة لهم، بتكوينهم وتدريبهم وتوعيتهم، ومتابعة أعمالهم وترشيدهم، وتحفيزهم للنهوض بأعباء رسالة التربية والتعليم، ولذلك تبرز مكانته وتتميز في الهيكل التنظيمي لكل نظام تربوي.
إن الميدان التربوي في حاجة ماسة لجهود جميع الشركاء التربويين، وخاصة المشرفين منهم، لذلك تجد في القوانين التوجيهية التي تصدرها وزارة التربية ما يؤكد على أهمية دور السيد المشرف، وضرورة تمكينه من أن يؤدي دوره القيادي، ويحقق غرضه الأساسي في تطوير مدخلات العملية التربوية، وفي تحسين مخرجاتها، وإحداث الأثر المطلوب. وعليه فالمشرف التربوي رقم صعب في المعادلة، وعنصر مفتاحي، وتفعيل دوره ضرورة وحتمية لازمة لإحداث التطوير.
• * تعريف الإشراف التربوي:
يستخدم الإشراف في نواحي الحياة بشكل عام بمعنى: مباشرة الآخرين أو مراقبتهم وإثارة نشاطهم بقصد تحسينهم، ويحمل في التعليم هذا المفهوم العام نفسه، لكنه يطبق عادة على أوجه النشاط المتعلقة بالتعليم والتعلم .
لقد تعددت التعريفات للإشراف التربوي ولكنها تصب في مصب واحد في النهاية هو النهوض بعمليتي التعليم والتعلم .
أما التعريف الذي سأعتمده فهو تعريف إيزابيل فيفر وجين دنلاب (1993) فقد عرفتا الإشراف التربوي في كتابهما: "الإشراف التربوي على المعلمين" الصادر 1982 والذي ترجمه محمد عيد ديراني عام 1993 على أنه: " عملية التفاعل التي تتم بين فرد أو أكثر وبين المعلمين بقصد تحسين أدائهم، وأن الهدف النهائي من ذلك كله هو تحسين تعليم التلاميذ."
أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فقد عرفت الإشراف التربوي بأنه عملية شاملة للموقف التعليمي بكل عناصره: )المعلم- الطالب- المنهج – البيئة المدرسية ( كما أنه أداة اتصال بين المؤسسات التعليمية والإدارة وتنمية شاملة لقدرات العناصر المشاركة في العملية التعليمية.
كما أنه تحسين الواقع الميداني.(حسين عوض الله -2006) ويجمع التربويون على أن عملية الإشراف التربوي هي خدمة فنية متخصصة يقدمها المشرف التربوي المختص إلى المعلمين الذين يعملون معه بقصد تحسين عمليتي التعلم والتعليم.
وتعمل الخدمة الإشرافية على تمكين المعلم من المعرفة العلمية المطلوبة والمهارات الأدائية اللازمة، على أن تقدم بطريقة إنسانية تكسب ثقة المعلمين وتزيد من تقبلهم ،وتحسن من اتجاههم.(2001،231)
* ولكون تنمية الإنسان في مختلف مجالات شخصيته، وفي شتى جوانب حياته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية هي المحصلة التي تهدف إليها عملية التعليم لأنها تمثل تنمية المجتمع نفسه.
فالتعليم هو مفتاح التنمية المستدامة وبوابة التطور واللحاق بركب العالم المتقدم في جميع المجالات، لتحقيق الجودة الشاملة، وهكذا يعتبر الإشراف التربوي صمام أمان العملية التعليمية، والمسئول عن تحقيق العديد من محاور الجودة في النظام التعليمي.
* قال أحد المربين: " الإشراف التربوي سفينة النجاة، في يم العمل التربوي المتجدد، والمشرف التربوي ربانها، يرسو بها على مرافئ النجاح."
- وقال آخر: " الإشراف التربوي هو الجهاز العصبي للعملية التربوية التعليمية "
- وقال آخر: "الإشراف التربوي هو روح العملية التعليمية التعلمية.“
- عماري جمال الدين/ مشرف تربوي/الجزائر.
- يتبع -